الأحد، 17 نوفمبر 2013

التوبة وماقبل الغفران !!

أعرف شخصيا كيف تكون مؤلمة تلك القرصة
التي تخلف الذنب
تلوي القلب حتى يكاد يتمزق ..

أعرف تماما كم من الظنون تظل تراود العقل حينها ..
مثل (لما فعلت هذا ..
هل سيغفر لي ربي ...
لم أكن مضطرة لهذا لما
فعلتها إذا ....) إلخ من دوامة السؤال واللاجواب اللذان يدوران في فلك واحد
ويرجعان لنفس النقطة !

الذنب .. نرتكبه ذات لحظة تهور
وربما مع سبق الإصرار ..
وربما لاندري لحظتها أننا نرتكب ذنبا , ومع هذا .. يحصل الذنب !

لا أقول أن كل الذنوب تتشابه , أو أن لها الفداحة نفسها
بالتأكيد تختلف , وتختلف كثيرا تبعا للنوايا
لكنها تتشابه في نقطة واحدة ..
نقطة تتحكم في مصائرنا مع هذا الذنب المؤلم
إنها .. التوبة !

لا ياسادة ..
لاتعتقدوا أنني أقصد ال(أستغفر الله)
تلك الكلمة العجلى التي نقولها على عجل بعد إدراكنا مافعلنا ..
نعم هي مهمة , لكنها لاتعد توبة
ولاتحمل أنفاسنا المخنوقة ندما
لاتشبه أبدا قلوبنا التي تهتز بدواخلنا ذهولا منا نحن الذين نجرؤ
على هتك ستار الحب بيننا وبين الله .

التوبة .. شعور خفي بالأسف
بالخجل ..
بالرغبة في الصراخ والرجوع إلى ماقبل الذنب
وبأننا يجب أن نمتن إذ نجونا من التمادي .

التوبة هي رحمة تتنزل علينا لأنها تخبرنا أن الله لا يتوقف عن محبتنا نحن العصاة
لا يتخلى عنا حينما نتخلى عنه ..
وأنه يرشدنا رغم التقصير إلى درب نصل عليه إلى باب الله لننهل من رضاه .

التوبة
إصرار على التغيير وقرار بالتوقف ..
و رجاء للعفو
أما الغفران فهو لله .. يوم القيامة نعرف
فيما إذا كان أم لم يكن ..

فلندعو أن يكون !

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

حينما تصفعنا أنفسنا

الخيبة .. مفاجأة من نوع آخر !
نوعٌ لايحمل معه ضحكةً صاخبة , ولا إنتشاءً صامت تفضحهُ 
لمعة عينٍ كإلتماع
حبة برد فوق شارع ساكن !
إنها مفاجأة على كل حال ..
لكنها من البرودة بحيث تطفيء كل مصابيح الفرح داخلك لوهلة ..
وتبقى شاحبا كالأموات , تحدق في الفراغ ..
فراغ يغطي مساحات ملأتها وعوداً .. وأَيمانٌ نُقضت للتو لتبقى أنت على مسافة من الدمار !
أراهن على أنها أقسى من صفعة تهوي على خد بارد ..
لكن إن كانت خيبتك في نفسك , فهي كالتردي من جرف ، تهوي وأنت تقسم أن الموت
لهو أشد رحمة من حياة تتمزق بيأس أمام عينيك التي تلألأتا فخرا ذات يوم ..
وما أن تصل القاع , حتى تصدق أن الموت يمكن أن نعيش لوناً منه ونحن أحياء !
كم هو جدير بالعزاء أن لا تعود تؤمن بنفسك ..

أن تصطنع السكينة في الملأ , ووحيداً أمام المرآة تغوص في ملامحك
وكم من اللعنات تصبها في سرك ..
تتمنى أن ياتي الصباح بوجهٍ لك آخر , تتوهم معه أنك مازلت جديراً بفرصة أخرى لتثق بك !

الخيبة بنا .. لاتحزننا فحسب
بل تخيفنا
نخاف أن نصل لنقطة اللارجوع حيث تخرس آخر أجراس السعادة !

 
دمتم بلا خيبات

السبت، 15 يونيو 2013

نورٌ لا يخبو

أخبريهم ياجبال مكة 
عن الخطى الخائفة , عن الهروب الواله للأمان !
أخبريهم عن إبنك 
الذي غادر سفحك يصحب معه وعدا بالعودة 

عن ذاك الذي أحببنه صغيرات بني النجار
ولهن قال ..
( وأنا أحبــــــــكن ) !!

قصي لنا يا أزقة مكة 
حكاية ذاك اليتيم الصغير ..
وحدثينا عن عينيه الحزينتين 
عن قلبه الكبير ويده التي مسحت دمعة عمار بن ياسر !

قولي يا نخيلات المدينة ..
من أهدى لصِبيتك الفرح , ولرجالك الرحمة ؟

من الذي تهادى بالبقيع يجر أنين الوداع ويشتاق لإخوته ؟!
من الذي مات فيك .. فأظلم منك كل شيء ؟!


يا رجلا لا كالرجال ..
وياسيـد عدن ..
أُشهد باعثك بالحق أنك الحبيب ..
رغم قلوبا نُكتت بالسواد !!

في ذكرى بابٍ لا يُفتح

غدا
تكتمل ملامح السنتين ..
ولا أمل بالعودة !
إعتدت فراغ مكانك
وإنتهت تلك الافكار الموعودة بالزوال من رأسي ..
أوقن اليوم , وأكثر من أي وقت مضى
أن الأجساد البالية تلازم ترابها حتى الأبد
وأن يداك الباردتان وسط كفنك لن يكون لهما
أن تجدلا شعري مجددا !
بعد سنتين ..
أعود لأتلو لك بعضا من أخباري
مازلت فتاتك ..
شعري مازال بني اللون لكن لا أحد يجدله كما فعلتي
تخليت جزئيا عن عادة الغناء عاليا أثناء الإستحمام التي كنتي تكرهينها
..ولكنني أصبحت أغني بصوت منخفض
فلا أحد يهتم بالإنصات !
لا أخفيك
باب حجرتك مازال مقفلا
لكنني أقف عنده أحيانا وأرسمك داخله ..
ألمسه
أشمه ..
وأطرق الباب
.
.
.
ولا أحد 

سنتين .. تعلمت فيهما أن أكبر كفاية
تعلمت أن أحب دموعي فهي لاتؤذيني
تعلمت أن أكون أكثر دفئا وأكثر عاطفة
تعلمت ..
أن سنتين فترة كافية لأعتاد الغناء بصوت منخفض !




الخميس
السابعة إلا ربع مساءا
23/11/1432ه

بــــاب الشمس

من بين الضجيج
وبخطوات يلفها الصمت ..
تسير
 
نحو باب الشمس !
.
.
وماعادت تجول
إختفت بين أوراق الخريف
سألنا عن دروبها..
قيل لنا :
هلموا نتبع السؤال
ونفتش عن عصاها وحذاء الجلد
لنسأل بئر القرية وغصن التفاح !
وهناك ..
حيث نسيناها وتركنا لها ثرثرة الغابرين
ووجوه مدفونة كانت لها العيد !
.
.
إبنة الوادي .. لاتبرح أرض الميلاد
لكن إشتدت بها الهبوب
وماعادت تطيق الشتاء
لم تطرق أبوابنا للوداع كيلا تخيف أحلامنا
فقط .. إصطحبت معها نسمة ذاك الصباح
ورافقها حذاء الجلد وتركت لنا عصاها
كي نطرق بها باب الشمس فيما بعد .

على أعتاب الخادم

قيل أنك الأرض
وأن الماء سرق نقائك

وقيل أنك الخادم المهاب , وأنك من كسى الربيع لونه الأخضر !
لكن ..
لِما لم تكسني أنا , وأنا التي يتعرى قلبها من كبرياؤه الذي يتهاوى
على طيف لك ينوح ؟!
مافعل الزمان بدفئك ؟!
هل ألقى به على مرمى غياب 
أم خبأه في خيالك الذي يتهادى حولي كل ليلة ؟!


هل لي ياحبا لن أعرف منتهاه أن أسأل دمعي , أن يصلك حيث تطويك مسافة
بطول الحياة ووحشة الموت ؟!
خذيه ياسيدتي ,, قربانا عند عتبة ساعة ألم مخاض ..
وحياة ألقمتني إياها من جسدك الذي إحتوى قلبا أنت نبضه ..
وقطع من الليل رافقته وحيدة لتخبئي لي رقدة بلون صوتك الحبيب !


كسريرك الخالي ..
وثيابك الولهى لعطرك ..
كأدوات الزينة التي فقدت لونها منذ تواريتي رحيلا..
كستائر حجبت أيادي الشمس أن تمتد لغرفتك الحزنى 
هاهو فؤادي يتداوى ببقايا صورة تشبثت بذاكرتي
يا أرضي 


وياسماء لاتحجبها الأكفان !