السبت، 27 ديسمبر 2014

بكرا الحب جديد

" ليلة عيد ، ليلة عيد
الليلة ليلة عيد
زينة وناس
صوت أجراس ، عم ترن بعيد"
.

.
.
بداية لأنشودة لطيفة غنتها فيروز قديما ويبدو أنها وصلت للكبار قبل الأطفال الذين
.كانوا المعنيين بها 
!لا أدري مالذي لامسهم أكثر؛ هل هي الأغنية بكل براءة الكلمات؟
أم هو العيد .. العيد فقط 

لانختلف علی جمال العيد 

ولانتخبط كثيرا في التعبير عما يعنيه لنا العيد 
!فلمعان عيوننا, وتلك الإبتسامة الهادئة وإستنارة وجوهنا تقول كل شيء

 .. العيد يعني لنا العائلة 
 .. الهدايا المغلقة التي تظل تسرق إنتباهنا حتی نفتحها ونرتاح 
!فوضی الحلويات ودوران الصغار في الأرجاء بملابس تحمل كل الألوان 

..العيد إجتماع  وغياب مفتوح لكل الخلافات و القلوب الموجوعة من بعضها 

العيد عودة , و رائحة عود 
العيد فوق كل شيء .. هدية الله
إنه يوم نفرح فيه من الله .. ولله 

!وسواء كان فطرا أو أضحی فإن كلا اليومين يكونان فرحا بتمام نعمة الله علينا


 ..العيد إيمان
إننا نحتفل لأننا نعتقد أنه ختام لشعائر نؤمن بها كل الإيمان سواء شعيرة

 ..الصوم أو الحج
!ولذلك نتبادل التهاني مذيلة بسؤال الله أن يجعل أعمالنا متقبلة ويرزقنا شهادة عيدا جديدا

  
  قد تتسائلون ما مناسبة حديثي هذا 
لكن لا أظن أن الأمر خاف عليكم تماما 
..فإحتفالات رأس السنة الميلادية علی الأبواب وسط جدال محموم
و صراع بين من يهنيء بميلادالمسيح_ كما يعتقد المسيحيون_ بنية التآلف و تصالح الأديان .. 
ومن يرد بقسوة ويرفع نبرة النقاش ليقول((حرام)) , وفي ثرثرتي هذه لن قول شيئا سوى أن العيد موقف وإيمان .. وليس فقط حفلة في كل بيت

إننا حين نهنيء بالعيد فلأننا مؤمنون بكل مايعنيه وبكل ماهو مفروض من أجله ... وحينما تختارون أن تهنئوا بميلاد المسيح _كما يعتقد المسيحيون_ فتذكروا أن العيد
(( موقف وإيمان )) 
!فلا تقولوا مالا تؤمنوا به 




.:بقعة ضوء 

رفض ستيف جوبز التهنئة برأس السنة 

وحينما سئل لماذا ؟
قال:- (أنا لست مؤمنا بهذا ) لأنه بوذي 

.
.

.
ليلة عيد ليلة عيد "
الليلة ليلة عيد
 "صوت أولاد .. تياب جداد
وبكرا الحب جديد 

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

حين رقصت تحت المطر

   

تربكني عيونهم ..
برودة أياديهم الممتدة للمصافحة ..
وتخيفني نفسي كم هي قادرة على كشف هشيم الزجاج في صدورهم !

إنهم يبتسمون بكثرة ..

لعلهم يوارون مؤامرة تحت ملامحهم المتيبسة زيفا ..
أو لعلهم فعلا سئموا هذا التمثيل الطويل ويريدون أن ينتهوا من هذا كله هم أيضا

ومع هذا مازلت أرغب في الهروب..
في إقفال الأبواب عليهم وتركهم يحترقون..
وأفر أنا إلى حديث الزهر في الخارج
إلى أغنية أحفظها في صدري أرددها دون خجل حتى ولو كان صوتي سيئا...
فأنا وحدي ؛ ولا أحد يسمع..
لا أحد يستطيع أن يعيرني..
لا أحد يسمع ليقول (أصمتي)...
ولا أحد هنا كي يكذب علي ويقول (كم أنتي مزعجة) ...
وأبتسم أنا !!

لا أدري هل هو محزن أن تتيقن أنك وحيد ؟
أم هو أمر يدعو للرضا أن تدرك أن قلبك ورغم محاولاتهم لحشوه بالهراء مازال طفلا
لايخاف أن يكبر ؟!
لكني لا أريده أن يكبر وسط المسوخ...الذين تدور أعينهم من الغيظ كلما نال أحدهم نصيبا من الفرح !
لا أقوى على رؤيته يشيخ مبكرا فقط لأنه تغذى على الأكاذيب ..

وبقي عطشا في سكوت لخيوط الحياة تسري إليه ، كهذه الأغصان الهادئة ..
الهازئة مني ومن إصراري على الجلوس وحيدة..
وسط خوفي..
وسط ضعفي...
وسط موتي رغم أنني أتلون بالحياة في داخلي ، لكني لا أجرؤ

على الوقوف ضد الريح !

لا أعرف منذ متى أصبحت منحنية العاطفة هكذا..
لكنني على الأقل مازلت أرغب في أن أعود..
أعود خطوتين للوراء ..
خطوتين أزور فيهما الجنة ..أو أقطف كرز
خطوتين تسوقني نحو مكان كنت أدور فيه تحت المطر ولم أكن أعلم حينها أن علي أن أنهي هذه الرقصة الأخيرة لأن علي أن أصبح إمرأة !
إمرأة ؟!
كم تبدو غير مناسبة هذه الكلمة...
وماذا عن السنوات الثماني عشرة التي أحملها مع خاتم يلمع حول إصبعي ..
ماذا عن الجديلة التي لم أجد الوقت الكافي كي أحل رباطها ..
وماذا عن حلوى الفستق التي لم أتعلمها بعد ؟!
حتى هي ماعدت أريد صنعها ..

فهم يرددون دائما أن علي أن أصنع أطباق أكثر نضوجا ..
أكثر صعوبة , أكثر ملائمة لموائد البيت الكبير !

حسنا..مازلت أستطيع سماعهم من وراء النوافذ ..
يغتابون ويهزأون , ويصيبني الغثيان مجددا ككل مرة أتذكر فيها أن علي مجالستهم كي تكتمل اللوحة ، لوحة العروس الجميلة ذات الحظ  ..
وأنا وحدي من تعرف أن السعادة قد ضاعت مني
في مكان ما ..
على طريق ما ..
في وقت ما !

هروبي قد طال أكثر من المعتاد ..
وعلي العودة لأكذب , وأتبادل معهم بعض المجاملات حتى ينتهي الليل !

أقترب من الباب ..
أضع يدي على المقبض
أديره بإعتيادية وأنا أبتسم كإمرأة ..
أدخل وصوت حذائي يعلن وجودي
أغلق الباب
وخلفه تركت بنت المدرسة ورقصة المطر!