الأحد، 9 أغسطس 2015

لا أحد

لا أحد ..
هناك خلف الباب ؛ الذي أوصدته أنتَ عليك كي تداري وقتًا صعبًا أقسمَ على أن يكسرك !
لا أحد ..
يطرق عليهِ بخفة ، فيفتحهُ ساحبًا من خلفهِ ظِلَّه وسط أيادي النور التي امتدت داخل الغرفة كي تذيب حُلكة الظلام وتصبح عيناك الدامعتان كعيني قطة ، مدفونتين داخل ذراعين معقودتين على ساقين محنيتين بإنكفاء ، إنكماشٌ ينشدُ الوحدة ، يهربُ من كل الأصوات حتى المواسيةَ منها ، يريد فقط ظلامًا محبوسًا في حجرة !
لا أحد ..
يبدو لك أنه يهتم ..
ولا تريد لأحد أن يهتم ..
لاتريد لأحد أن يسأل ..
أن يشاجر .. أن يهزأ ..حتى يواسي
تريد الإختفاء.. التلاشي من ذاكرة الآخرين ..النسيان منهم فلا يعودوا يؤذوك أو يحسنوا إليك بل تغدو لديهم عدمًا و لا شيء!
لا أحد ..
تريده أن يقترب منك ، من حدود ألمك وكأنهم أسياخ حُمِيَت على نارٍ ما إن تلامس قلبك حتى يحترق ، يتفسخ و ينحل ، ثم يتفتت رمادًا !
تريد لنفسك الحماية من كل شيء ، ومن الهواء إن إستطعت ،، المهم ألا تكون في الصورة ولا البرواز .. خارج المشهد هو مكانك ، هو مهربك !
تعرفُ أنكَ تبدو أبلهًا وأنت في وضعك ذاك .. تعرف أنك تبدو غريبًا ولاتُطاق ، لاتشبه نفسك
تبدو كمتوحشٍ من البرية أتوا به ليسكن المدينة فأصبحت أنوارها وصخبها طبولاً تضرب في دماغه ، لايجيد التواصل مع الآخرين ، ولا يريد أي محاولة للإقتراب منه ..
يريدُ الفِكاكْ ، أرضًا تُجيدُ كِتْمانَ السر ، تبلعهُ ولا تَشِي به ، أو رياحًا تهُب فتعانقهُ سارقةً إياه نحو اللامكان واللازمان ، فيتلاشى كل ألم ، كل غصة ، كل لونٌ رماديٌ إفترشَ الروح وأسرف !
تعرف أنك غريب ، بشعور غريب ، وسط أقرباء استحالوا في وهمك غرباء ..
وتعرف وأنت في دوامتك تلك أن عمرها قصير ، أقصر من عمر الشمس في يومك ، تسأل الله في داخلك أن يعجل بموتها كي تزغرد أفراحك ..وتعود أنت إليك !
قد تستغرب ماسبب هذا الحديث ..
ولن أجيبك ؛ فقط ..
أردت التسلُّل داخل عقلك..  الهمس في أذنك
والركض على مساحات روحك
أردت أن أقول
(لا بأس .. عِشْ قليلًا من الوقت القاسي .. تقلَّب في ملل إنتظار النهايات ..دع تلك الغيمة المشؤومة تطوف على قلبك ..لاتحاربها ولاتحتمي منها ..دعها تخيفك ..وقف أنت متفرجًا عليها وعليك وأنت غريب عنك ..لا تشعر بالرهبة فالحياة الناعمة لاتصنع عظماء ..صدقني سيمر ذاك الوقت سريعا ..أسرع مما بين البرق والرعد .. اصبر والتحم بصلاتك ..ثق بالله أكثر مما تعاني ..ثم راقب بعدها إنحسار الضباب وإبتسام السماء..و قوس المطر متلألأةً ألوانهُ
السبعة فوق مشارفَ الأفق ) !