الخميس، 9 أبريل 2015

طرْقٌ علی السماء

لا أشعرُ بخير حينما أبتعدُ كثيرا عن مدونتي
لا أشعرُ بخير أبدا حين أمتنع عن كتابة موضوع بفكرة ثقيلة -حتی ولو بلغة ثقيلة- لفترة طويلة !
وسائل التواصل الإجتماعية سريعة , قصيرة , عامية وغارقة في اللحظات الخاطفة لمشاهدنا اليومية والأحداث ..
لاتتحمل سرداً روحانياً هادئاً , لاتتقبل فكرة عميقة ولا توافق هذه الوسائل علی إستيعاب ذلك الجنون وإضطرام الأفكار والخواطر في النفس !
لذلك كان التدوين ملجأي..
سردابٌ سرِّي أهفو إليه لأنفث كل السموم التي علقت بثياب عقلي وروحي ..
أتطهر من هذا الجو الذي يستنزفني ويحاول دعوتي للتورط في عالم عَجِلْ يتعقبُ فيه كل شخص الآخر بجنون وبإزدواجية تدفعه للدخول إلی صفحات الآخرين و صب كل عقده وأمراضه عليهم حتی لو كانت دوافعه سليمة !
هنا لا أشعر أنني مع أحد ..
لا أشعر أنني مقيدة بوقت أو مساحة ..
فقط وحدي مع هذا الوقار الصامت الذي يغلف الصفحات ..
أدخل وأغلق خلفي الباب ...وألثم بوجهي جدرانها وكلماتها وروحي التي أسَلْتها علی عتبة كل موضوع في هذه المدونة 
أتفرج علی نفسي وقد تشكلت كلمات وحروف وألوان , وتصير العينان فردوسا يشرق جمالا , يطالع هذا القصر الهاديء , وردي الروح , أبيضا لاينكته سواد !
هذا عالم أوجدته .. لكنني لا أنوي الإحتفاظ به لوحدي
بل إنني من الطمع بمكان بحيث أريد أن أمد منه حبالا تنتهي عند كل باب..
أطرقه ثم أهرب مسرعة ..آملة أن تُفتح الأبواب و تمسك تلك الناس بحبالي التي تسوقها إلي ..
فتطرق بابي لأفتح لهم مبتسمة وأنا أقول
(نعم .. إنها السماء )!

هناك 6 تعليقات:

رقم هاتف قديم يقول...

عندما كنت اتطفل على الكتب والعوالم الأخرى بالقراءة دون السفر، قرأت لشاعر مكسيكي يقول:
بين ما أرى وما أقول،
وبين ما أقوله وما أسكت عنه
وبين ما أسكت عنه وأحلّم به
وبين ما أحلم به وما أنساه
تقف الكتابة *

ولا ادعي أن لدي أزمنة في الكتابة ومجداً قديم. لكن إيماني بأن حين يتجه الكاتب إلى الحديث حول فقده للكتابة فهو تذكاراً بالنسيان الطويل ويبدأ العد التنازلي لصمته.
ولهذا يلوذ بالقراءة كقدح يأوي إلى مجموعته الثمينة. وهناك عقبة أخرى أيضاً (التأنيب/الوعي) في زمن الرصاصة كيف يكون للكلمة دوي مسموع!؟
أشبه ذلك بقول هرمان هسه إن لم تخني الذاكرة (وهي فخ كما يقول اوستر) : كأن ينظر كلب في المرآة ويفكر: هناك كلب آخر.*
الكثير من الدين أعرفهم توقفوا عن الكتابة تحت وطأة التأنيب أو فتنّة اللمسة، لم تعد الكتابة لديهم كما كانت خمرة وحزن مظفّر.
وعندما أتطرق إلى هذا الموضوع تطفّح على ملامحهم تكشيرة الأشياء المغادرة.

كل الأماني أَت يكون لك في عمراً في حياة الكتابة.

غير معرف يقول...

نعم مررت من هنا بعد ان قرأت كلمات ليس كباقي الكلمات ، يالجمالك ساره . دمتي بجمالك وشفافيتك دمتي بود. ت/م

سارة العثمان يقول...

أهلا بك وبالهاتف القديم ... أقدر زيارتك الغامضة لمدونتي ..أوافقك أن البعد الطويل عن الكتابة لايفيد الكاتب ولايفيد روحه ..لكنني سأوضح أمرا ...أنا لا أكف عن الكتابة أبدا لكن نوعية الكتابة هي التي تختلف ... إشتقت للمواضيع المطولة التي أقاطعها وأعاودها مرارا وتكرارا نظرا لإنشغالي ... لكنني لا أستطيع مقاطعتها دائما ...الكاتب لايستطيع أن يتوقف ..لأنه سيشعر بالموت حتما

سارة العثمان يقول...

شكرا لك ولزيارتك الودودة سعدت بك والله

رقم ..هاتف قديم يقول...

لم نمت كتابيا لكن وافنا الأجل. كما يقول مظفّر في قصيدة (عالم القطط)
http://youtu.be/9nK-NWNfqBA

امووون الاسمري يقول...

عالمك جمييييييل وحبيته ❤️ فيه كتبتي خيالاتك واللي لامست كثير منا ودائما أتمنى ان افكارك توصل للكثير لأنك بجد مبدددددعه ..
أنا كنت أحب الخواطر القصيرة والمختصره لكن بعد ما عرفت مدونتك عرفت انه مو كل شيء ينكتب وطويل ممل بالعكس لقيته ممتع ويوصل الفكرة بشكل أعمق وصرت أحب اقرأ كثير ..

شكرًا لك 😘❤️

إرسال تعليق

أتركوا ما يخبرني أنكم كنتم هنا