الاثنين، 29 فبراير 2016

في ذكرى ( الأوسكار )

قد أبدو لك للوهلة الأولى فتاة جاهلة وبسيطة
ولاتفقه اللعبة الإعلامية السينمائية العالمية عموما و(الهوليودية) خصيصا !
وقد أبدو لك أيضا ( دقة قديمة ) ومحدودة التفكير وأنت تستمر في قراءة تدوينتي هذه مرددا في نفسك "ياللبلهاء" وأنت ترفع حاجبيك تعجبا من وقاحة الأمنية التي ستقرأها بعد قليل !
لايخفى على أحد لمعان ( السينما ) كأقوى أداة عالمية للترفيه أولا والتأثير ثانيا أيديولوجيا أو سياسيا أو دينيا ...إلخ ،،
ولا أحد يتنفس هواء عامنا الألفين والسادس عشر وهو مازال جاهلا بالقوة التي يتمتع بها هذا الكيان العالمي الذي أصبح يستطيع بكل سهولة أن يقلب المجتمعات وأن يتغلغل في كل نفس بهدوء وعلى مهل ، قادرا بذلك على أن يبدل الأولويات والمسلمات والخطوط الحمراء وأن يُحدث
الكثير من التغيرات ، كل ذلك بسيناريو وأحداث وإخراج وموسيقى تصويرية وأبطال قابلين للتمجيد والتلميع طوال حياتهم بالرغم من أنهم قد لايكونوا حقيقةً بهذه الروعة التي ظهروا بها كنجوم وأصحاب قضايا وحس إنساني عالي !
هوليوود ..الفاتنة الأمريكية مأوى المواهب
الطامحة من جهة ، ومن جهة أخرى جهنم النجوم التي
إختبرت النجاح ( الهوليوودي ) عن قرب وارتفعت عااااليا نحو سماء الشهرة ..
عاليا .. عاليا حتى انقطع عنها النفس وتمنت
لو أنها بقت على الأرض .. تتنفس !
هوليوود هي سيدة السينما
بلا منازع ،بلا منافس ، بلا شك ..
ولا أستطيع رصد خط سيرها طوال هذه السنين منذ بدأت وحتى اليوم ... أعمالها متنوعة ومتفاوتة في الجودة والأفكار والنوعية .. لكنني واثقة أنها محل إهتمام مجتمعات العالم قاطبة ، والدليل حمى ( الأوسكار ) كل سنة .. والتفنن في تحليل الأعمال  وإنتقاد آلية الترشيح وتوقع الفائزين !
بالمناسبة .. إن كنت تتوقع مني يامن تقرأني
أن أكون( مع أو ضد) فأنت مخطيء ..
فأنا غير مهتمة بإطلاعك على رأيي ..
لكنني سعيدة بأن أهمس في أذنك سرا ...
وأتلو عليك ما أتمناه ..
مارأيك .. موافق ؟!
إذاً اسمع ..
أوه ، ليس بعد ..
إنتظر حتى أكمل مابدأته !
اممممم ، أين توقفت
آه .. نعم .. كنت أتحدث عن الأوسكار 
حسنا ..
ما أود قوله بعد هذا الإسهاب هو أنني لا أستطيع حتى هذه اللحظة الإعتراف ( بقيميَّة) السينما الهوليوودية  ..
لا أقر صدقا بأنها تشكل ثقافة وسموا
روحيا وماديا ..
لا أجد في سينما هوليوود أي إتصالا
إنسانيا بي ،،
مع أنني أعترف أنها مؤثرة وواصلة
ومتكئة بدلال على عرش صالات السينما في العالم ..وبوجود محبين ومفتونين بها حد الثمالة ، لكنني سأسمح لنفسي بالخروج خارج الطابور والتعبير عن عدم إنتمائي لها ، لربما لأنها ليست النموذج الباهي بالنسبة لي ..
فالسينما في رأيي ليست مضاربة مالية ، أو أجندة سياسية ، أو دهاليز فكرية ، أو إباحة جسدية ...
كما هي سينما هوليوود !
أعرف .. ستقول ثمة أعمال لاتقترب من كل هذا ..
لكن ياعزيزي الحقيقة لاتظهر دائما جليَّة على المسرح ..
ولكن مارأيك بسينما تشبهنا ؟!
فقط أصمت .. وتخيل معي
أننا نمتلك سينما خاصة بنا
سينما محترفة مرنة كالسينما الأمريكية ، مبدعة محافظة قوية قادرة على عبور الحدود المحلية كالسينما الإيرانية ، مُصدِّرة للثقافة المحلية بخليط
من الواقع والفانتازيا كالهندية ؟!
أليس جميلا لنا تخيل مثل هذا ؟!
مالمانع أن نتسيد السينما ونحن مسلمون ..
عرب .. محافظون ؟!
أن نتصدر القمة و مبادئنا معنا .. ديننا معنا ..
وقيمنا معنا ؟!
قد يبدو هذا خياليا وغير مجدي .. لكنني واثقة أننا لو أخلصنا سنفعلها بالتأكيد .. وقد يبدو النموذج الإيراني الأقرب لفكرتي هذه ..
فهي سينما محافظة يرتدين الممثلات فيها الحجاب ويلتزم العمل بالحدود الشرعية بلاتأثير على مجرى القصة ، ومع هذا فبجودتها وقوة الفكرة والإخراج وطبيعية الأداء وعوامل كثيرة أخرى فقد وصلت للعالمية وفرضت حضورها القوي على منصات التتويج السينمائية في كل الدول الحاضنة للنشاط السينمائي حول العالم مثل فرنسا ، إيطاليا ، وأمريكا نفسها !
ودعك ممن يقول أن السينما والمحافظة
لا يجتمعان .. لو كان هذا صحيحا  لكنا وصلنا
للعالمية بهذه الكمية من الأفلام العربية المنحلة
فكريا وأخلاقيا وإخراجيا !
أخيرا ..
لست معولة كثيرا على تحقيق أمنيتي أو لا ..
فلربما تتحقق في زمان لا أعيشه .. لكن المهم أن رأيي هذا يساعدني على إنتقاء الأعمال التي تصل إلي فعلا !

هناك تعليقان (2):

عبدوووش رضي الله عنه يقول...

العامل المشترك في كل افلام جوائز الاوسكار هو وجود (الحب) باختلاف مقاييسه داخل سيناريوهات تلك الافلام


بربك كيف تطلبين من مجتمع عربي مسلم (ملحد) للاسف بشيئ اسمه حب ان يتفوق في اي مجال من مجالات الحياة

ياسيدتي هاهم مختلفون الى الان في جواز قيادتك للسيارة

كيف بصناعة افلام

ههههههههههههههههههه

سارة العثمان يقول...

هل تقصد الخط الرومانسي في الفيلم؟
لا أعتقد ، الرومانسية لاتضمن جودة الفيلم وتفوقه ، قد يستحق الفوز فيلما ميلودراميا أو فيلم إثارة أو فانتازيا أو فيلم إنساني بسيط لكنه ذكي ليصل إلينا بسهولة ، عموما أمنيتي هذه لاتجعلني أرفع سقف توقعاتي كثيرا لأني أعرف ندرة من يريدون العالمية وهم متمسكون بماهم عليه من ثوابت ، إنهم يريدون التحرر من كل شيء والتحليق بعيدا ، بعيدا جدا .

تحياتي

إرسال تعليق

أتركوا ما يخبرني أنكم كنتم هنا