السبت، 19 سبتمبر 2015

إقرأ .. قبل أن تفعلها

قبل الكتابة..
انسى من تكون في المجالس،الحفلات
وإجتماعات العائلة،تخفف من تلك المجاملات التي تدفعها بإتجاه الآخرين وشفتيك تنطبقان في إبتسامة مشدودة لا لون لها  ولا (صدقة) ..
وكن أنت !
عند أول الكتابة..
تجرَّد من كونك مطالبًا بمظهر معين .. منطقًا معينًا .. تخلص من كل ثوب لا يليق بك .. من كل الكلمات التي سمعتها ولم تَرُق لك .. من كل النظريات والحتميات التي صبُّوها في أذنيك في مجالسهم جازمين بها ..محاولين قطع كل طريق عليك تحاول فيها (التساؤل) فقط كأبسط حق لك في حضرتهم.. وكأنك غِرًّا سفيهًا تجهل من الحياة أكثر مما يفعلون..كأن أقاويلهم قرآنا منزل لايقبل التشكيك حتى بنظرة فالتة منك على حين (ريبة) ..
واكتب كأنت!
أثناء الكتابة ..
لاتفكر كم ستبدو بعيدًا وسفسطائيًا ولا واقعي لمن يقرأ (بسرعة ومن غير نفس) وأنت تهلهل بكلماتك تلك على صفحات الورق أو في ملاحظات هاتفك .. تجاهل كل قارع في صدرك ينفث خرافاته في أقصى أذنيك قائلا لك أن كلامك كله مصيره سلة المهملات ولا أحد يقرأ !
فكر فقط كم هي رائعة هذه الفكرة التي تمخر عباب عقلك ..كم هي جديرة بالحياة وهي تعاود الذهاب والمجيء ولاتريحك حتى تنقشها سطرا .. نصا ..قصيدة ..رواية ...وربما لاتأخذ منك غير كلمة واحدة فقط ..
كلمة تشبهك انت !
بعد الكتابة ..
إعترف للفكرة أنها أنهكتك ..
او اشكرها لأنها كانت أيسر مما ظننت وأعددت ..
لا تخن كلماتك برميها سريعا في أحضان الآخرين دون أن تقرأها مرة أخيرة على الأقل ..فالكاتب الذي يتفوه بسطوره كي يتخلص منها أو ليشتري بها تصفيقًا وتلميعًا لا ليهبها الخلود بتدوينها لَهوَ  فارغ .. مَثَلُه كَمَثل مدائن صالح تأسر العيون والعقول بهيبتها وإختلافها وعبقرية بنائها بينما تحوم الريح في زواياها لتفضح الخواء الموحش والرماد الذي سرق الحياة منها  !
إن الكتابة ليست ترفًا ..ليست تذكرة لدخول القصور ومحاباة الذوات .. الكتابة تساعدك على الحياة بصدق .. ترجعك دوما لنفسك ..إنها مرآة كمرآة الساحرة غير أن صوتها داخلك !
اكتب
فبالكتابة ..تكن أنت !